مراجعه هاتف Motorola Edge 50 Pro بعد الاستخدام لمدة أسبوع وهذه هي الحقيقة حول AI الهاتف

على الرغم من تميز جهاز Motorola Edge 50 Pro بالذكاء الاصطناعي والكاميرات المتقدمة والعرض الممتاز، فإنه أيضًا يأتي مزودًا بمعالج عالي الأداء وذاكرة RAM بسرعات مرتفعة. لكن، هل يكون قادرًا على تحمل التجارب الصعبة؟

بدأت قبل سنوات بسماع الحديث عن توظيف الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية. ولكن، بصفتي مراجعًا للتقنيات، لم أكن مقتنعًا تمامًا، حيث أن النتائج غالبًا ما كانت دون التوقعات التي وعدت بها العلامات التجارية. إلا أنه، مع مرور الوقت وتنامي انتشار الذكاء الاصطناعي بشكل كبير إلى درجة برز وضوح تأثيره، ظهرت فئة جديدة من “هواتف الذكاء الاصطناعي” التي تمكنت من التميز بدمجها للذكاء الاصطناعي مع مزايا هي الأفضل بين المنافسين.

كوني شخصاً يتمتع بالفضول الشديد في ميدان التقنية، كان لدي اهتمام متزايد لمعرفة كيف تعتزم موتورولا إدخال عناصر الذكاء الاصطناعي في جهاز هاتف ذكي ينتمي إلى الفئة المتوسطة لتحسين التجربة الأساسية للمستخدمين. وقد أثار اهتمامي الإصدار الأحدث من هاتف Edge 50 Pro. فقد قمتُ بتجريب الهاتف في مختلف الاستخدامات، ابتداءً من الألعاب وحتى رحلتي في بانكوك، واستعمال الكاميرات الخاصة به على مدار أسبوع.

هل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي محصور في مجال التسويق عن طريق الأجهزة المحمولة، أم يتعدى الأمر هذا النطاق؟ إليكم رؤيتي الخاصة.

شاشة الهاتف

أرغب في التعبير عن أن تصميم هاتف Edge 50 Pro يتسم بالبساطة وهذا لا يمثل مشكلة. شكله الخارجي لا يحمل الكثير ليثير إعجابك ويجعلك تنبهر فجأة. ولكن بكل صدق، هذه الحالة هي نفسها بالنسبة لجميع الأجهزة الذكية التي قمت بتقييمها خلال الأشهر القليلة الماضية. مع ذلك، يعتبر هذا الهاتف خفيفًا جدًا ويزن 186 جرامًا فقط ومن السهل التعامل معه. لست من محبي الهواتف ذات الأحجام الكبيرة، ولكني فوجئت كيف أن هاتف Edge 50 Pro، رغم حجمه الكبير، بدا غير مُحسّس بمجرد وضعه في الجيب.

الجانب الخلفي للجهاز مصنوع من جلد نباتي أملس يختلف عن الزجاج، كما أن نسخة المراجعة التي أمتلكها جاءت بلون اللافندر الأنيق الذي يتناسب بشكل مثالي مع حرارة الصيف الشديدة في دلهي. الهاتف رفيع للغاية ويحتوي على هيكل معدني يجعله يبدو مختلفًا وفريدًا بكل المقاييس من حيث الشكل والملمس. الشاغل الذي يبقى في ذهني هو احتمالية اتساخ السطح الخلفي مع مرور الزمن، ولكن هذا لا يشكّل مشكلة كبيرة بالنظر إلى أن معظم الناس يفضلون استخدام أغطية لحماية أجهزتهم. بالإضافة إلى ذلك، الجهاز يتمتع بتصنيف IP68 الذي يؤكد مقاومته للماء والغبار، ما يعني أنه يمكن أن يبقى تحت الماء بعمق 1.5 متر دون مشاكل. لذلك ليس هناك داعٍ للقلق إذا تم سكب مشروب دايت كولا عليه عن طريق الخطأ.

ثم تأتي الحديث عن الشاشة المقوسة بالطبع. شخصياً، لا أنتمي إلى الجمهور المتحمسين للشاشات المقوسة في الهواتف الذكية. ليست فقط هذه الشاشات أكثر عرضة للكسر وصعوبة في الإصلاح، لكن المحتوى قد يظهر أحياناً بمظهر غير طبيعي، وذلك يتوقف على نوع التطبيقات والمواقع التي تقوم بزيارتها. ولكن بالمقابل، تأثير الانحناء قد يختلف بحسب شدته. على كل حال، فإن الشاشة الأكبر حجماً، pOLED والتي تأتي بقياس 6.7 إنش تقدم تجربة ممتازة للعب الألعاب ومشاهدة الأفلام وتصفح الإنترنت اليومي.

تتمتع الشاشات الأكبر حجمًا بعدة فوائد؛ فهي تسمح لك بمشاهدة المزيد وبمزيد من الوضوح في التفاصيل. تتميز الشاشة بمستوى عالٍ من السطوع يصل إلى 2000 نت، وهذا يعد خاصية مفيدة لأنها تساعدني عندما أكون في الخارج وأريد استدعاء سيارة أوبر أو التحقق من الساعة، حيث أن هذا السطوع الزائد يعود بالنفع علي. ويوفر معدل تحديث الشاشة الذي يبلغ 120 هرتز تجربة مشاهدة ممتازة وهو ما يأتي بشكل افتراضي، بالإضافة إلى وضع العرض المستمر.

الذكاء الاصطناعي فى الكاميرا

تُعرف موتورولا بأنها ليست الأفضل في مجال تقنيات الكاميرا، وعادةً ما تكون نظم الكاميرا التي تقدمها أدنى بكثير من تلك التي تتوفر لدى شركات مثل آبل وجوجل. وموتورولا على دراية تامة بهذا الأمر. لكن، بفضل تطورات الذكاء الاصطناعي، تمكنت موتورولا أخيرًا من تحسين جودة نظام الكاميرا في هاتفها إيدج 50 برو. هذه تُعتبر نموذجًا واضحًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن ملاحظتها بوضوح، وهو أمر جذاب للغاية.

أولًا، تتضمن خصائص نظام الكاميرا الجديد جسمانيًا كاميرا أساسية تبلغ دقتها 50 ميجابكسل بمقياس 2.0 ميكرومتر وتتميز بفتحة عدسة f/1.4. تأتي هذه الكاميرا مصاحبة لنظام تقريب بصري ثلاثي الأضعاف بدقة 10 ميجابكسل وكذلك كاميرا واسعة الزاوية جدًا بدقة 13 ميجابكسل. أما في الجهة الأمامية فتحتوي على كاميرا بخاصية التركيز الذاتي ودقة 50 ميجابكسل.

بدلاً من مجرد تزويد مميزات التحرير والتكامل المعززة بالأنظمة الذكية كما فعلت سامسونج مع هاتف Galaxy S24، قامت موتورولا باستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي في الخلفية لتعزيز أداء كاميراتها. كما ذكرت سابقًا، موتورولا لا تقف في الطليعة عندما يتعلق الأمر بجودة البصريات في الكاميرات، ولكن في هذه المناسبة، أعتقد أن الذكاء الاصطناعي قد عوض، بشكل ما، عن الإخفاقات التي قد تعتري منظومة الكاميرا. الصور تظهر بشكل أنقى وأكثر تركيزًا، مع تفاصيل دقيقة وألوان زاهية على نحو أكبر مما كنت ستحصل عليه في الكاميرات العادية لأجهزة موتورولا. عليَّ أن أعترف بأن الهاتف يمكن أن يلتقط صور HDR بجودة متميزة.

يقوم الذكاء الاصطناعي عند التقاط صورة بشكل سريع جداً بتعديل تلك الصورة ذاتيًا؛ حيث يصحح الألوان ويزيل المناطق الغامقة ليجعل المشهد أو الهدف أكثر وضوحًا وجمالًا. هذا لا يعني أن أجهزة الكاميرا تكون من الفئة العليا بالضرورة، بل إن الفضل يعود لقدرات الذكاء الاصطناعي في تعويض نواقص الأجهزه، مما يساعد على زيادة نقاء الصورة وتحسين الألوان بعد التقاطها. هذا أمر لا مشكلة فيه؛ فالمصور العام يهتم في الأساس بالصورة النهائية التي تظهر للعيان. أما بالنسبة لكيفية استقبال المصورين المحترفين للصور المحسنة بواسطة الذكاء الاصطناعي فقد يختلف الأمر، ولكن بالنسبة للمستخدم العادي، فإن الذكاء الاصطناعي يعمل بشكل أساسي على تجميل الصورة.

إن الوضع العمودي يعمل بفعالية كذلك. يحتوي الجانب الخلفي للهاتف على حساس زمن الرحلة الذي يجمع بيانات الأبعاد ويجعل صور البورتريه الخلفية تبدو واقعية ومضبوطة. ولا شك أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا مساعدًا بتعزيز الصور بشكل ملحوظ. كما لاحظت تقدمًا في جودة الصور الليلية مقارنة بتجاربي السابقة مع جوالات موتورولا من الأجيال الماضية. أما المشكلة الأساسية التي واجهتها مع نظام الكاميرا في Edge 50 Pro فهي وجود تأخير عند التحول من التكبير العادي 1x إلى التكبير الأعلى 3x. لست متأكدًا مما يعتري العملية، ولكن يبدو أن الأمر يتعلق بدقة العرض وتفاعل البرنامج. يحتمل أن يتمكن تحديث للبرنامج من معالجة تلك المسألة لاحقًا.

قمت بتجربة هاتف Edge 50 Pro المزود بمعالج Snapdragon 7 Gen 3، وهو معالج حديث تماماً قد يقل قليلاً عن معالج Snapdragon 8 Gen 3، لكنه ذو كفاءة كافية لتنفيذ المهام اليومية. خلال فترة الاختبار، لم ألاحظ أي تقصير في الأداء. النسخة التي تلقيتها للمراجعة كانت مجهزة بذاكرة وصول عشوائي سعتها 12 جيجابايت ومساحة تخزين تبلغ 256 جيجابايت، في حين أن النسخة الاعتيادية من الهاتف تأتي مع 8 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي ومساحة تخزين 256 جيجابايت.

لقد قضيت وقتًا طويلًا أشغل فيه لعبة Call of Duty: Warzone Mobile الجديدة، ووجدت أن هاتف Edge 50 Pro يعمل بطريقة سلسة وسريعة الاستجابة. استطعت أن أجري معظم تطبيقاتي اليومية، من LinkedIn و Apple Music إلى Audible، بدون مواجهة أية صعوبات. في الواقع، أصبحت الهواتف المحمولة اليوم سريعة جدًا، مما يجعل وجود معالج رئيسي غير ضروري لتشغيل الهاتف الذكي. ولكن، يبقى من الأهمية انتقاء هاتف وعلامة تجارية تقدم وعدًا بتوفير تحديثات لنظام التشغيل Android لعدة سنوات مقبلة.

في هذه الظروف، ستقوم شركة موتورولا بتوفير أربع سنوات من التحديثات الأمنية وثلاث سنوات من تحديثات نظام التشغيل أندرويد لجهاز Edge 50 Pro. هذا الأمر يعتبر مماثلاً لما تقدمه شركات منافسة كـشاومي وون بلس في قطاع الهواتف الذكية. بينما تضمن أجهزة مثل جوجل بيكسل 8 وبيكسل 8 برو الحصول على سبع سنوات من التحديثات الأمنية والمميزات. حتى شركة سامسونج تعد بتقديم سبع سنوات من التحديثات لهواتف سلسلة جالاكسي S24.

جهاز Edge 50 Pro يأتي مجهزًا بواجهة Hello UI القائمة على نظام أندرويد 14. تتميز هذه الواجهة بأنها تقريبًا خالية من أي إضافات، مما يجعلها مبسطة وسريعة في الاستخدام. أجرت شركة موتورولا بعض التعديلات البسيطة عليها، مضيفةً مجموعة من السمات وتنوع في الألوان، بالإضافة إلى تعزيزها بإيماءات جديدة. وكذلك، تقوم موتورولا بتطوير مولد خلفيات يعمل بالاعتماد على تقنيات الذكاء الصناعي؛ مما يمكّن المستخدمين من صناعة خلفيات خاصة باستخدام هذه التقنية. يمكنك ببساطة التقاط صورة بكاميرا الهاتف أو اختيار صورة من المعرض المحفوظ لإنتاج خلفية فريدة خلال حوالي ثلاثين ثانية بواسطة الذكاء الصناعي.

مع ذلك، شعرت بشعور من الإحباط عندما لاحظت غياب مزايا الذكاء الاصطناعي الفعّالة. على سبيل المثال، في هاتف سامسونج غالاكسي إس ٢٤، لدي القدرة الآن على نقل محتوى اجتماع مُسجّل بأكمله عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، أو القيام برسم دائرة حول عنصر معين للقيام “بالبحث” عنه في Google. كنت أتطلع لرؤية ميزات مماثلة فريدة تستغل قدرات الذكاء الاصطناعي في Edge 50 Pro، ولكن للأسف هي غير متوفرة – على الأقل في الوقت الحاضر.

تقنيًا، كل هواتف الأندرويد تعتبر أجهزة تستخدم الذكاء الاصطناعي لأنها تشغل روبوتات المحادثة مثل ChatGPT وGemini التي تعتمد على الحوسبة السحابية في معالجة الاستفسارات. ولكن، سيأتي الحكم النهائي على الهواتف الذكية بناء على مدى قدرتها على دعم وظائف الذكاء الاصطناعي بشكل جوهري، من خلال تشغيل نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) مباشرة على الجهاز نفسه وليس عبر السحابة.

مدة استمرار البطارية في الهواتف الذكية لا تمثل لي أية مساومة، وأظن أن الأمر متشابه بالنسبة لك أيضاً. مع الكم الوافر من الوقت الذي نمضيه في الألعاب ومشاهدة المحتوى المتدفق عبر الهواتف الذكية، أصبحت أهمية وجود بطارية بعمر طويل لا تعد مجرد ميزة اختصاصية بل ضرورة حقيقية. يأتي هاتف Edge 50 Pro مجهزاً ببطارية بسعة 4500 مللي أمبير ساعة، وبالاستعمال العادي اليومي، استطعت أن أبقي الهاتف يعمل ليوم كامل أو أكثر بدون الحاجة للشحن. وإذا تم إلغاء وضع العمل المستمر، يمكن تمديد عمر البطارية لساعات إضافية. أما بخصوص الشحن، فالشاحن المرفق بقوة 125 واط يعيد شحن الجهاز في دقائق معدودة. الجهاز يدعم أيضاً الشحن اللاسلكي بقدرة 50 واط، إضافة إلى الشحن اللاسلكي العكسي بقوة 10 واط.

يتحمل Edge 50 Pro أيضًا أداءً جيدًا في تصوير مقاطع الفيديو. ويتم ذلك عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي لإبقاء الموضوع دائمًا في المركز، على سبيل المثال.

هل هاتف Motorola Edge 50 Pro اختيارًا جيدًا للشراء.

ربما لا يعتبر Edge 50 Pro أحد الهواتف الرئيسية في السوق، ولكنه يأتي قريباً لمستوى الأجهزة الذكية الفاخرة. أرى أن هذا الجهاز يدمج التكنولوجيا المتقدمة للذكاء الاصطناعي مع معالج قوي وذاكرة رام عالية السرعة، مما ينتج عنه هاتف متنقل مذهل بتكلفة تقل عن 400 دولار أمريكي أو ما يعادلها بـ 23 ألف جنيه مصري.

بالطبع، تمتاز كاميراتها بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحظى بالتقدير، لكنها لا تضاهي قدرات كاميرات الآيفون 15 والبيكسل 8.

أتمنى أن أشهد المزيد من خصائص الجيل الذكي AI في جهاز Edge 50 Pro مستقبلاً من خلال ترقيات البرمجيات.

قد يساهم ذلك في زيادة جاذبية جهاز Edge 50 Pro أكثر مما هو عليه حالياً. قد تكون هناك ضرورة لمُصنعي الهواتف الذكية استخدام سحر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير ميزة تنافسية لأجهزتهم عن باقي الأجهزة المتوفرة في السوق.